الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

أفضل كتب قرأتها في سنة 2014

كنت متأكد أن هذه السنة لن تكون بحجم سابقتها لأسباب كثيرة ولكن لا سبب يعلوا أمام المطالعة ،وقت الفراغ يوجد في الحافلة وبعد الغذاء وقبل النوم ،وقت الفراغ موجود دوما يكفي ان نلتفت اليه ونتذكر ان هناك كتب يجب ان نمر عليها وفي النهاية لا يهم الكم ولكن السؤال هل استفدت .. قرأت فقط 28 كتاب هذه السنة اضع في هذه القائمة القصيرة الكتب التي منحتها خمس نجوم في موقع غودريدز !


موسم صيد الزنجور - اسماعيل غزالي
كل سنة تنافس الروايات المغربية بقوة في مسابقة بوكر العربية ،رواية موسم صيد الزنجور مليئة بالتفاصيل حد التخمة ،رواية اقرب ان تكون سيناريو فيلم يعلق على عنقه اوسكار افضل قصة درامية قصت في تخوم الاطلس !
تحكي القصة عن شخص ضال جاء بطلب من صديقة مغربية الى بحيرة اكلمال ازگزا ،تتطور الاحداث والقصص مع الخيال والأحلام ليكتشف عائلته المفقودة هناك !
رواية اعجبني فيها الحس الدرامي والفني المتمثل في الوصف الزائد ،وصف جعلني في كثير من الأوقات ابتسم رغما عني وخصوصا وصف العضايات وهي تتسلق الصخور في رسم سينيمائي رائع
ولا شك ان الكاتب هو قاموس نباتات بري اذ ذكر الكثير من الأصناف التي تنمو في الاطلس
بشكل عام فالرواية رائعة جدا وانصح بها بشدة ووصولها للائحة القصيرة لم يكن صدفة ،بل تستحق الفوز ايضا :)



تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية - عبد الرحيم الحبيبي
حكاية العبدي هل ندرجها في اطار الأسطورة ،من قرأ لالبيرتو كويلهو روايته الواسعة الانتشار "الخيميائي" سيجد ان هناك شبه تشابه الى حد ما مع كتاب عبد الرحيم الحبيبي الطويل العنوان "تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية" ولكن الاخير أقوى لغتا وسردا ومضمونا !
كبداية الغلاف وان كان يلمح الى ان هناك رحلة عبر الرمال بادراج صورة الجملين الا انها لم ترق لي رغم أصابتها الهدف بشكل  من الاشكال !
الحكاية تدور حول شخص وجد مخطوطات قديمة في سوق الاشياء المستعملة اقتناها وقادته الظروف ان يعرضها كبحث جامعي لكنه قوبل بالرفض فقرر ان يعاود البحث والتنقيب عن صاحب المخطوطات لكن كل جهوده ذهبت سدا ليقرر في النهاية ان يعرضها في كتاب كما ورد !
لحد ما ذكرت فإن الكتاب سيبدوا كأنه منقول فقط ولكن ماذا ان قلت ان المخطوط المعروض في الكتاب هو من تأليف الكاتب ،لم أكن لأعرف ذلك لولا مشاهدتي لحوار له على قناة فضائية مغربية .
المخطوطة عن رحال جال الصحراء باحثا عن العلم ،مر من المغرب الى السودان والحجاز وصولا لمصر ثم العودة الى ارضه ... اللغة المستعملة قديمة وتلمس أن كاتبها ليس من عصرنا البتة كما ان هناك عمل كبير قام به الكاتب من بحث جلي عن تاريخ المنطقة الصحراوية واناسها ،هذا ليس بالأمر الهين بتاتا ... كتاب وصل للقائمة القصيرة هذه السنة لجائزة البوكر العربية ،بصراحة كان يستحق الفوز :)


رحلتي من الشك الى الايمان - مصطفى محمود
كنت قد قرأت الكتاب قبل سنوات ثم توقفت قبل ان انهيه ،قررت حينها انه كتاب لم يقدم لي المطلوب ولم يجب على تساؤلاتي الكثيرة وانتهيت الى انه كتاب ممل وظل في الارشيف ولم اجرؤ على إتمامه ويقينا كنت امر عليه دوما ولكن يدا خفية تنهيني عنه ورغم ذلك كنت انصح من حولي به !
كان قد نصحني بالكتاب اخي منذ زمن ،الزمن الذي لم استطع ان اتممه فيه ؛
ثم طن رنين في باطن مخي وأدركت اني اريد ان اقرأ الحق ،شيئاً يغير نمط التفكير السائد السطحي للاشياء ... النمط العام !
وارشدت نفسي واقنعتها بضرورة اعادة قراءة الكتاب بعين المتبصر وتوكلت؛
كخلاصة فالكتاب يستحق الف نجمة ،تفكير الكاتب في الاشياء مذهل حتى ولو كانت الاشياء اكثر بساطة ،يعرف الاشياء من حولنا وانا في شبه ذهول وكأني ولدت من جديد وبصدد اكتشاف العالم برؤية اخرى ولا اخفي ندمي على عدم قراءته مبكرا ... على كل انصح به بشدة من لذيه ذرة شك في الاشياء ،ليقف وليتمعن وليستنتج:)


ابي طويل الساقين - جين ويبستر
رواية جميلة جاءت في وقتها ... احياء تبادل الرسائل مع الاصدقاء :)
الرواية كلها رسائل منعشة ومليئة بالأحداث ... مشاغبة ومجتهدة ،احببت بعض رسائلها ،متطلع لمشاهدة الفيلم الخاص بالرواية :)
كتبت الرواية في 1912 وقرأتها في سنة 2014 يا لطيران زماننا
النهاية جميلة ورومانسية :)
الأشياء الجميلة لا يجب ان تحرق ... قليل من التشويق يحفز القارئ لقراءتها :)


كبرت ونسيت ان انسى - بثينة العيسى
كبرت وفقدت القصيدة في دمي ،بثينة أعطتني البلسم وربما طريق العودة
اسلوب بثينة وقفت عاجزا أمامه ،اسلوب رائع ومتكامل !
هل فاطمة خاطئة ؟
لا اعرف خطأها غير انها ثارت على المعتقد والتقاليد ،هي فقط تريد الحرية بعد السجن ،هي لا تريد الحياة وتريدها !
هي تحب عصام ولا تريد رؤيته وتحب فارس وتريد طلاقه وتحب الموت ولكن لا تزال حية !
كثيرون سيظنون ان الرواية عادية وكتبت من قبل بألف طريقة ولكن ليست بأحرف تدمج الشعر بالفلسفة وكأنها تسكب العسل على السكر !
راقت لي جدا هذه الرواية وانصح بها بشدة :)


قمر على سمرقند - محمد المنسي قنديل
يقول لنا الكاتب أسبحوا بمخيلتكم وأكملوا الرواية !
كتاب رائع جاء بلغة عظيمة واسلوب جمع بين الوصف والسرد بشكل مذهل !
ينطلق علي الى أدغال اسيا قادما من مصر حيث فقد كل شيء باحثا عن أسئلة محيرة حول ابيه الذي غادره بفقاعة من الغموض ... سافر الى رشيدوف صديق العائلة واصطدم باحراش اسيا وسحرها الغامض واساطيرها التي لم يستطع احد فك رموزها !
يلتقي بقمره "طيف" في سمرقند ولم يزل بينهم الا صديقه نور لكي يظفر بها بعد ان احبها !
رواية تجمع الكثير ،الحاضر بالماضي وصراع الاسلام في البقاء في منطقة كان يحكمها السوفييت سابقا ،صراع البقاء يشمل جنس البشر ايضا في تلك البقاع !


في قلبي انثى عبرية - خولة حمدي
رواية جميلة هادفة تحمل كما هائلا من الأحداث ،نسق الرواية وان كنت اعترض عليه لعدم وجود شخص رئيسي يحكي الرواية الا ان الأسلوب الذي اختارته الكاتبة سيتأكد انه جيد مع نهاية الرواية  !
تتحدث الرواية في المجمل عن رحلة اسلام شخوص عدة من اليهود ،يحمل الكتاب ايضا العديد من الاجابات التي قد يطرحها في الغالب الغير المسلمين  ولا ننسى قصة الحب التي جمعت احمد المسلم وندى اليهودية ورحلتها الشاقة بعد اعلانها اسلامها والطرد الذي لقته من العائلة !
رواية فيها احداث مؤثرة واخرى مشوقة ،انصح بقراءتها بشدة .


حكومة الظل - منذر قباني
لنقل انها مكملة لرواية شيفرة دافينشي ،على كل الاخيرة لم تعالج الامر بشكل عربي !
الرواية تحمل تاريخا كبيرا ومعلومات مهمة يجب ان يكون المسلم ملم بها !
مهم جدا ما ورد في الرواية من احداث ووقائع لجماعات لا نعرف عنها شيئا ؛
كتاب يستفاد منه حقاً كما انه جد مشوق .


فتاة من ورق - غيوم ميسو
اغراني عنوان الكتاب وقمت بتحميله وقراءته في ظرف يوم ونصف اليوم!
تحكي القصة عن كاتب مغمور شق طريقه بقوة من حي العصابات نحو الشهرة باصداره لأول رواياته وما كاد يبدأ الجزء الثالث من كتابه ذائع الصيت ثلاثية الملائكة حتى سقط صريع الحب ،تلاعبت به العازفة الشابة ارور وافترقت عنه في منصف العلاقة لتتركه وحيدا صريعا وكاد ان يصل به الهوس بها الى الانتحار بعد ان فقد لذة السعادة !
في اثناء موته البطيء بفعل الأدوية والخمر والمخدرات ظهرت بيلي الشخصية التي كتب عنها بازدراء في رواياته امامه واقعا بدعوى سقوطها من احد كتبه الذي طبع ناقصا ،الحكاية تتطور ليصبح الكتاب الخيط الرفيع الوحيد الذي به تعيش الفتاة والذي لف العالم في جولة مطاردة غيرت كل الأشخاص الذين مر بين أيديهم !
مؤثر جدا وطريقة سرد لا شك انها اكثر من رائعة وتشد القراء اليها :)
سعيد بقراءة هذا الكتاب جدا والذي انهيت به السنة.


هذا كل شيء ،اتمنى السنة القادمة ان تكون افضل من سابقاتها ،دمتم سالمين ولا تخجلوا من مشاركتم لملخصات الكتب التي قرأتموها سعيا لتعم الفائدة :)

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

عن التحرش !


علينا احترام انفسنا قبل احترام الغير لنلقى احترام الاخر ... هكذا تعلمنا ، للأسف صرنا في عصر كثرت فيه الفتن وبات الجنسين الذين من المفترض ان يبنيا الأمة المنشودة في صراع دائم بسبب هذا الاحترام الزائف ولذا هناك وجهان لهذه العملة!
بالنسبة للذكور من الجنس فدعواهم دائما ما تكون عن اللباس الغير المحتشم والإغراءات التي لا تنتهي من الطرف الاخر، اذ يصبح غض البصر صعبا امام صور غير محتشمة البتة للبعض من الجنس الاخر اذ ان الموضة اقتربت من رسم اللباس على الاجساد وعمليا القماش اي كان حجمه لم يعد يخفي شيئا من الأنثى عموما، اذ انتقل الهجوم ايضا من ذوات اللباس الطويل الى عيونهن او شعرهن المنسدل، الجمال بصفة عامة ... ففي كل الأحوال غريزيا الذكر اصبح ينجذب الى العطر قبل الجسد وباتت الرغبة الحيوانية تنهش اجساد الإناث عبر العالم والهند كمثال تتصدر الترتيب من حيث عدد الإناث المغتصبات سنويا ! أنقول ان اللباس الهندي "الساري" يظهر مفاتن الأنثى البضة (الوسط)؟ او نتهمها بعدم الاسراف في الاكل حتى لا تظهر أجسادهن بالشكل الفاتن الذي يغري الذكر المتربص سلفا! ... هناك فئات مختلفة من الذكور طبعا، فهناك من يغض البصر وهي نسبة نادرة جدا، كما هناك من يكبح رغبته تاركا إياها في مخيلته مكتفيا بالاستمناء الى ان يحظى بزوجة وهناك النوع الذي يشكل الغالبية العظمى وهو النوع الذي يجعل من الأنثى قمرا يدور في فلكه ولا ينظر بعين الميزان للفروقات فيمر على الأخضر واليابس بدعوى التجربة كمثال ولا يهمه العارية او المحتجبة ففي مخيلته هناك جسد أمامه وهي فريسته كيفما حاولنا ان نفهم ولا مجال لإيقافه مهما حاولنا فدائما سيجد مبررا لهجومه حتى وان كان مخطئا ... لا يمكننا مثلا ان نمنع الأنثى من التزين وارتداء ما يحلو لها من لباس ولكنها في الان نفسه يجب ان تفهم ان ارتعاش الخلخال يهز غريزة الذكر قهرا ويهتاج الى ابعد من مجرد خلخال فما بالكم بنوع اللباس !! فالرغبة هي لحظات قد لا تتجاوز الثواني وبعدها يأتي الندم على الخطيئة!
لا يمكننا ان نلوم الأنثى دوما ولكن لابد ان تفهم ان نصف الملامة يحق لها ان تتقبلها لأن نصفهن ايضا له سبب في تصرفات تؤذي الجميع ولان العصر أصبح فيه الزواج صعبا فقد غدا إذا الذكر يهدد تواجد الأنثى أينما حلت وأصبح عالم الغاب قاب قوسين او أدنى، وبات الاصطياد فيه شعار الطرفين ... باتت الأنثى تهاجم الذكر في كل المحافل شفهيا بعنف والذكر يقوم بالرد فعلا بقوة والحرب لا تنتهي واتوقع ان تكبر الى ابعد من عودة الأمازونيات !!
وبالنسبة للإناث فنصفهن السيء تشبه بالنصف المحترم حتى يعتمى الذكر بالأخلاق وفي الحقيقة اعمته الغريزة فما بات قادرًا على التميز بين الصنفين الذين أمامه وهناك انواع تخرج لتُصطاد، ايمكن ان نمنع الصياد من مزاولة مهنته ؟!، أبدا لا يعقل ان نوقف نسرا ينزل من ارتفاع شاهق بسرعة جنونية صوب أرنب، ان كبح بطريقة ما فإنه الجنون بعينه!
وهناك من يبيع جسده والطريقة المثلى لذلك هي بعرضه في الاماكن العامة تماما كأي خردة وهناك عديدون من يقتني هذه الاجساد ليفجر فيها رغبته المكبوتة والرغبة هي ادمان اذ ما لم يستطع الذكر التحكم فيها غدت مشكلا يهدد المجتمع ككل!
عادتا ما لمست الموضة الوتر الرنان في العيون الزجاجية للذكور وفي العيون البراقة للإناث فما عادت الاخيرة؛ اجزم تفرق بين اللباس المحترم والذي يراه الذكور غير محترم اذ ان هناك فئات تقول ان ارتداء لباس يظهر العنق؛ هو غير محترم !؟ 
الم يتغزل الشعراء بعنق الأنثى، لقد تمادى ابو نواس المخبول الى كشف المستور من كل شيء!
عموما فالإناث دائما ما يتمسكون بالحرية الشخصية في اختياراتهن ودائما يصدون اي تدخل من الذكر ناسين حريته وهن يردن بذلك ان يصلن الى توازن القوى من خلال مفردة المساواة!
الاكيد ان توازن القوى دوما ما يسقط طرف كما حدث في العالم، الصراع الابدي لن ينتهي الا بتواجد حل يمكن ان يشفي هذا الجرح الغائر!
انرجع للدين لحل المشكل؟ حسنا! أي دين نقصد هنا؟ كما ان لا قانون يمكن ان يحل المشكل ... انصنع شوارع للمحترمات وشوارع لغير المحترمات، ماذا ان تم الاختلاط؟ سيحدث عاجلا ام آجلا لان حلم الزواج يراود البعض الذي يتجاوز الربع في المئة من الإناث!
البعض طالب بإخصاء الذكر !!! 
شعب الفيليبين مثلا تسجل فيه اعلى نسب في تحول الأجناس من الى ... وبات الشيطان اعمى في فراش يجمع ذكرا وأنثى!
باتت الإناث الفيليبينيات تبحثن عن الرجل خارجا مكتفية بوصف شريكها في الفراش (باقلا)
وفي دول باكستان وافغانستان تسجل حالات غريبة لاغتصاب الأنثى للذكر ؟! كيف يحصل هذا؟ بمعنى انه حتى ولم تم اخصاء الذكر فإن هناك رغبة دفينة عند الأنثى وهي أكثر من تلك التي عند الذكر في كثير من الحالات!
لقد مرت الدول الغربية بمشاكل عديدة في هذا الاتجاه وعندما منحت الحرية للأفراد بتقرير مصير اجسادهم قلّت نسبة الزواج وتضاءل النسل وأصبح الجنس هواية بعيدا عن الاغتصاب الذي سجلت فيه اقل نسبه مقارنة بنظيرتها في الدول العربية التي تُمارس الحجب بمبدأ قانوني العرفي والشرعي والذي يبدوا انه زاد الأوضاع سوءا!
في المغرب مثلا قلت نسبة الاغتصاب الإناث وكثرت حالات اغتصاب الأطفال وذلك لان القانون تملؤه الثغرات اذ يحق لأي جنسية اخرى ان تُمارس شذوذها داخل البلد دون ردع وحصلت حالات ضخمها الاعلام وتحصل حالات اخرى والابطال يتفاخرون بعدد الغنائم التي ضفروا بها !!
لماذا لا يحكم على مثل هذا الصنف بالإخصاء مثلا بدل الحبس او الحد وتحل المشكلة!
وحرب الجنس هي حرب لا تنتهي لان اي حل كيفما كان لابد ان يكسر ولابد ان يتطور التصعيد الى الرد ثم القوة ثم الحرب، والسؤال الى متى تتجاور الدولتان في سلم !!


السبت، 23 أغسطس 2014

عن التضامن


في طفولتي اول انشاء طلب منا معلم اللغة العربية كتابته كان عن دولة فلسطين ،تنتهي السنة الدراسية على اربع إنشاءات تتناول نفس الموضوع ويتكرر هذا على طول 12 سنة دراسية لذا منذ دخولنا لمهد التعليم لنقل اجبرنا (كلمة غير مستحبة هنا) ونفذنا بطيب خاطر ان نبكي ونحزن ورقيا على دولة لم نبذل أيما جهد لاستعادتها سوى بالنواح والجهاد السريري ،الذي به لا نستطيع تحرير أنفسنا من قيد الشبكة الافتراضية حتى ...
على اي ازعجتني كثرة الاهات التي لن تغير وتجدي وكتبت على حساباتي يوما أني لن اتضامن الا مع نفسي (الجهاد النفسي) بحكم أني لم استطع تحرير نفسي ،فكيف اذا أستطيع تحرير دولة بحجم فلسطين او بحجم بلدي المغرب!!
طبعا غضب البعض مني لهذا القرار أضف عليه أنى لم أتحدث مطلقا عن مناطق بؤر التوتر كتابيا سواء على حساباتى او مدونتي لنقل لم اتضامن حتى لا اتهم بالجبن .
لكن في العمق ككل عربي احلم بالتحرير من كل قيد، وللأسف اليد قصيرة ولا أستطيع ونستطيع شيئا !
التقيت محمد الفلسطيني في مؤتمر فكر سنة 2012 تحدث عن بلده بشكل جميل ووصف الاعلام بانه يضخم الأحداث بشكل مهول، يصنعها ويكررها لتظهر بشكل مغاير لما هي عليه في الواقع ،والواقع ان في فلسطين توجد حياة !
في المؤتمر وخارجه التقيت سوريين ومصريين وتحدثوا عن بلدانهم بشكل لا يختلف عن كلام محمد إطلاقا !!
وقبلا كنت قد قرأت موضوعا على ان الفلسطينين يبيعون أراضيهم للمحتل بطيب خاطر وهذا موضوع أخر يحتاج أدلة طبعا ثم في أفلامهم المشتركة (سطروا عليها بالأصفر) لا يوجد فيها ذاك الحزن والألم الذي يمكن ان تجده حول موضوع تافه متعلق بالحب مثلا !!!
لا تختلف السينما عن أية فئة من الفنون فالكاتب غسان كنفاني مثلا لم يولي في جل كتبه ذاك الاهتمام البالغ المؤثر عن فلسطين ... إطلاقا !!
من منظور اخر هناك من اتخذ من التضامن هواية ،فتجده يتضامن مع كل الكوارث التي يمكن ان تحدث او التي لا تحدث ،المهم ان فكرة التضامن تسقط إسقاطا عموديا على كل شيء ويحدث غيبا ان يتضامن شخص ما مع جزيرة قوس قزح لان الأخير لم يظهر وغاب عن الجزيرة فترة من الزمن !!
لن اتحدث غيبا عن شخص معين لكن ما انا أكيد منه ان المتضامن والمتظاهر لم يحقق شيئا في حياته ،لم يستطع اخراج نفسه من عنق الزجاجة ثم ان البعض يتضامن مع دولة تعيش نفس وضعية دولته فأيهما سيحرر بتضامنه ذاك ؟!
اختم برسالة لكل من يهمه الامر في هذا الصدد:
السفر الى فلسطين وسوريا او الى جزيرة قوس قزح ليس بالأمر الصعب وليس بالمستحيل ... فكروا يا أهل التضامن في الانتقال للواقعي ،للميدان فما انا أكيد منه هو انه لو اجتمع كل هواة التضامن لحررت الارض كلها وليست بقعة ما فقط .
رحم الله عبدا قال : يجب ان يعاد تعريف كلمتي تضامن ومتضامن في القاموس !!!

الأحد، 6 يوليو 2014

حكاية دبور

تصوير البطة

والتصقت بجذعي على السقف المشرع على الشارع حيث الناس منشغلون ،يمشون ببطيء في سرعة مذهلة ،أناس لا يلمحونني ولا يأبهون لي !
في الصبيحة اقضي وقتي ساكنا جامدا ثم أطير بعد الظهيرة وأعود "اتسركل" في خليتي ... بيتي الذي بنيته لأجلك ،لأجل أن أنعم بقليل من قمرك ،من بريقك.
جلست أياما ناسكا أراقبك ،نسيت هدفي في الحياة وسُلبت من نفسي .. أراقب نهوضك ،سقوطك وتحركاتك. يفصل بيننا باب زجاجي فقط ،لم أرى منك قط نظرة محبة,
المحك أحيانا تنظرين لي بعين الشك ،بعيون جافة خائفة ... أراقبك تراقصين البض ،تداعبينه وتحتضنينه وتقبلينه فأصاب بنوبة غيرة ،فأطير مبتعداً !!
أصبحت اكره كرة الصوف تلك وكنت انتظر بشوق خروجه للقاء شمس الصباح فأنزل عليه لكن أخاف غضبك علي ،يلمحني فيواجهني بعيونه السماويتين ،يبتسم لي فيحس بغضبي ويقفز عائدا للداخل .. يتركني في بركاني الثائر أدور في خليتي وأجذب سندس من قدميه واحلق به بعيدا وارميه في اللامكان انتقاما !!
وأعود فأجدها بأبهى حلة وكأن لنا موعدا حددناه مسبقا ،المحها تخرج هاتفها وتلتقط لي صورة ،تداعب خصلاتها فيرتجف جفني وكياني !!
كم أنا وسيم، كم أنا سعيد ،لقد بدأت تهتم لي.. تحبني ,,, ياي لديها صورتي !
بدأت الظهور ،امشي مستعرضا فألمحها زادت جمالا وضوء هاتفها يترك عيناها تلمعان لي أنا فقط ... تكتب في هاتفها وتبتسم ثم تغيرت ملامحها فجأت ،رأيتها تلتفت صوب الأرنب ثم إلي وإلى جهة أخرى لا أرى فيها غير مكنسة !!
لا افهم !
أحاول التباهي فأطير بعيدا مستعرضا سعادتي فأسمع خلفي صرختها الشبيهة بالمواء ،صرخة مكتومة .. أدور في السما كزوبعة ,, ارتفع وانخفض عائدا وتختفي في الداخل ,,, أطير فرحاً ,, المح خليتي ملقاة أرضاً ... ارتجف.. انظر لعيونها النادمة واغفر لها ... أطير مسامحا واراها بعيون منتصرة ،تبتسم وتحتضن كرة الصوف البيضاء الشبيهة بلون جسدها وتقبلها بحنان مفرط كطفلة بريئة ،أطير بلا عودة فلا مجال لعودتي لحب الطرف الواحد لحب فيه انتصارها وانهزامي,

الخميس، 8 مايو 2014

صباحي

من خربشاتي

على إيقاع Englishman in new york تنطلق الحافلة ،تهتز بنا وتقفز على المنحدرات المطوية في الطرق ،كأننا أكياس طحين او ربما "شكوات حليب" تمخض لتصبح لبن ... تتوقف الحافلة أمام مبنى أدنوك فخر البلد وحلم المواطنين والوافدين ،تفتح الأكياس اعينها وتتطلع للمبنى العملاق ،لرأس النسر الجارح ،يقتل الحالمين غيظا بنظرته الباردة ... ثم يخطفهم الباص من أحلامهم التي بدأوا يبنونها على البرج ... تخترق الحافلة الكورنيش البهي ثم المدينة الصغيرة العملاقة بأبراجها ،يسارا تتواجد ام بعبايتها السوداء تنتظر رفقة طفلتها التي تقفز غير بعيد عنها تلعب "شريطة" ،تقفز كالكنغر او كأرنب في سعادة !
يميناً مباني مغلقة باردة لا حياة فيها لكن السيارات الفارهة أمامها توحي بوجود أغنياء غير مكترثين ..
تمر بنا الحافلة امام المسجد الكبير ولا احد فتح عيناه رغم انه تحفة عصرية ربما لمرورنا الدائم عليه ،تمشي الحافلة ببطء فاخترق ببصري صوامعه الشامخة البيضاء المذهبة وقببها الرائعة ... تصميم يتركك تسبح في خيالاتك ثم تعرج بنا الحافلة على المقاهي الشعبية بإعلاناتها الشبيهة بتلك التي في الثمانينات وغير بعيد إشارة مكتوب عليها ميل/حميم ،منطقة الشركات الصامتة المهجورة الا من الموظفين الذين سيتوافدون تباعا على الساعة الثامنة .. ونصل لجامعة خليفة مبنى العلم والثقافة التي هي أسمى أهداف البلد ،بناء يبني جيل بأكمله 
يمر الاستاذ لبيب يلقي التحية المعتادة كلما يلمح احد ،جويل وجان غائبان اليوم ،لم ارى الأصلع يحيي الطلبة ولا يحييني ... يتجمع البعض يصدرن صخبا تتلاقى خلاله الأيدي والأنوف ثم يختفين داخل فضولهم ... العلم يناديهم !
وانا يناديني الم بلادي فلا معيل لها ولأبنائها ولكن لها معيل كبير الا وهو الرب الرحيم